تحليلات ومقالات

مصر تتجه فعليا للاقتصاد الأخضر وتطبق أهداف التنمية المستدامة

ايكونومي 24

المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تستعد إلى توطين الصناعات الحديثة وفقا وأهداف التنمية المستدامة من خلال توطين صناعة الهيدروجين الأخضر وذلك بالتزامن مع استضافة مصر مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27نوفمبر المقبل، بمدينة شرم الشيخ.

في ضوء تنفيذ توجيهات القيادة السياسية المصرية ( يوليو 2021 ) بضرورة التحول للاقتصاد الأخضر من خلال إعداد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، فقد شهدت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس (يوليو 2022 ) إبرام 8 مذكرات تفاهم حتي الأن في مجال توطين وصناعة الوقود الأخضر مع عدد من الشركات والتحالفات العالمية مثل تحالف “إي دي إف رينيوابلز” الفرنسية و”زيرو ويست”، وشركة “ميرسك” العالمية، وسكاتك النرويجية.

ويعكس الاهتمام المتنامي لكبرى الشركات والتحالفات العالمية بالشراكة مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإقامة مشروعات لإنتاج الطاقة الخضراء من رؤية ثاقبة للمنطقة الاقتصادية في تبني الوقود الأخضر كقطاع مستهدف ضمن استراتيجيتها 2020-2025 سواء لإنتاجه واستخدامه لأغراض التصدير أو لخدمات تموين السفن.

ما هو الوقود الهيدروجين الأخضر

  الهيدروجين أخضر هو وقود عالمي وخفيف وعالي التفاعل، من خلال عملية كيميائية تُعرف باسم التحليل الكهربائي، وتستخدم هذه الطريقة تيارًا كهربائيًا لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، إذا تم الحصول على هذه الكهرباء من مصادر متجددة، فسننتج طاقة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ويعُد الهيدروجين هو العنصر الأكثر وفرة في الكون، ولكن على الأرض لا يبدو نقيًا في الطبيعة، ويتطلب طاقة للفصل. الأسلوب الأكثر شيوعًا هو استخراج الهيدروجين من الماء.

وعلي صعيد متصل يمكن استخدام الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع في كلا من السيارات والشاحنات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية - سفن الحاويات التي تعمل بالأمونيا السائلة المصنوعة من الهيدروجين  -  توربينات كهربائية تعمل بالهيدروجين يمكنها توليد الكهرباء في أوقات ذروة الطلب للمساعدة في تثبيت شبكة الكهرباء - بديل للغاز الطبيعي للطبخ والتدفئة في المنازل.

هذا وأتوقع أن يصبح الهيدروجين الأخضر المنتج من الطاقة النظيفة مستخدم على نطاق واسع بحلول عام 2030، ليصبح قادرا على إنقاذ العالم من الوقود الأحفوري الذي يعتمد على الفحم والنفط عادة، وأراهن علي تراجع تكاليف إنتاجه ويؤيد ذلك اتجاه الدول الأوربية الي فرض رسوم تستهدف زيادة تكاليف إنتاج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبط بالوقود التقليدي.

ونظرا لتكلفة الإنتاج ومدي واقعية الدخول في استثمارات الهيدروجين الأخضر فانه من المتوقع أن تنخفض تكاليف الإنتاج بنسبة 40% حتى عام 2025، حيث يجب استخدام أي تقنية على نطاق صناعي حتى تصبح مجدية اقتصاديًا، الأمر نفسه ينطبق على تقنيات المحلل الكهربائي، في الوقت الحالي، انخفضت أسعار جهاز التحليل الكهربائي بنسبة 50% مقارنةً بخمس سنوات ماضية، ويرجع ذلك إلى التقدم الكبير في تكنولوجيا المحلل الكهربائي والقدرة على التصنيع.

الهيدروجين الأخضر وخطط مصر للاستفادة منه 

إن الهيدروجين الأخضر هو الموضوع الأبرز الآن على ساحة الاقتصاد الأخضر العالمي، حيث أعلنت العديد من الدول حول العالم بما فيها الدول المتقدمة مثل أستراليا وفرنسا، وأيضا الأسواق الناشئة مثل الهند والبرازيل، عن مبادرات للهيدروجين الأخضر. 

هذا ودخلت مصر حقبة انتاج الهيدروجين الأخضر من خلال الانضمام الي الأسواق فعليا، حيث أبرمت فعليا الحوكمة المصرية اتفاقات مع شركات عالمية بشأن مشاريع تتعلق بالهيدروجين الأخضر كجزء من مبادرة وطنية، كما تهدف إلى دمجه في إستراتيجية الطاقة 2035 ومع مثل هذه الطموحات الكبيرة، سنلقي نظرة اليوم على الهيدروجين الأخضر وما يمثله لخطط مصر الحالية.

الأكثر مشاهدة