خبراء: شراكات البنوك مع شركات رواد الأعمال تدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة

هاني حافظ: خطوة مهمة لتمكين الشركات الصغيرة ويجب إدراجها ضمن إطار تنظيمي
إيمان سعيد: الشركات الصغيرة والمتوسطة مفتاح حقيقي نحو اقتصاد إنتاجي مرن

عز الدين حسانين: الشراكة الاستراتيجية بين CIB وشركة Lantern Ventures خطوة إيجابية

رحب عدد من خبراء القطاع المصرفي بإعلان البنك التجاري الدولي مصر CIB، عن شراكة استراتيجية مع شركة lantern Ventures، المعروفة بدورها الفعّال في دعم نمو الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في مختلف القطاعات.
وأضافوا أنها خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لتمكين قطاع الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، لافتين إلى أن أنه على الرغم من أهمية هذه الشراكة، إلا أن عددًا من التحديات لا يزال يواجه قطاع المشروعات الصغيرة منها ضعف جاهزية الكثير من الشركات للحصول على التمويل التقليدي.

في البداية قال الخبير المصرفي الدكتور هاني حافظ، إنه في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لتمكين قطاع الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، أعلن أحد البنوك الكبرى في مصر عن شراكة استراتيجية مع شركة متخصصة في دعم نمو رواد الأعمال وتقديم حلول متكاملة تشمل التمويل، التدريب، والتوجيه، لافتا إلى أن الشراكة تهدف إلى تقديم حلول مالية وغير مالية مبتكرة، تُعالج التحديات التي تواجه هذا القطاع من نقص التمويل، وصعوبة الوصول إلى الخدمات المصرفية، وضعف المهارات الإدارية والفنية.
وأضاف الخبير المصرفي أنه على الرغم من أهمية هذه الشراكة، إلا أن عددًا من التحديات لا يزال يواجه قطاع المشروعات الصغيرة منها ضعف جاهزية الكثير من الشركات للحصول على التمويل التقليدي، ونقص البيانات المالية المنتظمة محدودية أدوات التقييم الائتماني المناسبة لطبيعة هذا القطاع.
وأشار إلى أنه لا يمكن الاعتماد على المبادرات المصرفية الفردية وحدها، إذ تبرز الحاجة إلى تدخل أوسع من الجهات التنظيمية وعلى رأسها البنك المركزي عبر  إطلاق منصات إلكترونية موحدة تربط البنوك برواد الأعمال، تطوير نماذج جدارة ائتمانية غير تقليدية،والتوسع في مراكز تطوير الأعمال داخل البنوك، تحفيز بنوك رقمية ومتخصصة لتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
وتابع: " تعد الشراكة خطوة مهمة نحو تمكين الشركات الصغيرة، لكنها لن تُحدث الأثر المنشود ما لم تندرج ضمن إطار تنظيمي أوسع يضمن استدامة التمويل، التكامل المؤسسي، والمرافقة الفنية المستمرة، وأن الفرصة قائمة، لكن المطلوب رؤية شاملة، لا جهودًا متفرقة ".

من جانبها قالت الخبيرة الاقتصادية الدكتورة إيمان سعيد، أن إعلان البنك التجاري الدولي CIB عن شراكة استراتيجية مع شركة Lantern Ventures، وهي شركة متخصصة في دعم نمو الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في مختلف القطاعات، مشيره إلى أن هذه الشراكة تعكس توجها واضحا نحو تمكين هذا القطاع من خلال حلول مالية وغير مالية بما يعزز دوره في الاقتصاد المصري. 
وأضافت أن خطوة مثل هذه لا تمثل فقط تعاونا بين مؤسسة مالية كبرى وجهة داعمة لريادة الأعمال، بل هي أيضا مؤشر على إدراك متزايد لأهمية هذا القطاع في تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.
وأشارت إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر تمثل أكثر من 90% من إجمالي الشركات المسجلة، وتساهم بأكثر من 70% في خلق الوظائف داخل القطاع الخاص، وأن دورها يمتد إلى تحفيز الابتكار، ودعم الإنتاج المحلي، وتوفير دخل مستقر لأعداد كبيرة من المواطنين، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص في الاستثمارات الكبرى، ورغم هذا الدور الحيوي ما زال هذا القطاع يواجه تحديات مزمنة أبرزها صعوبة الوصول إلى التمويل، وضعف البنية الإدارية والفنية، وغياب الحوافز الكافية للاندماج في الاقتصاد الرسمي.
وأوضحت من هنا تأتي الحاجة لتدخل مؤسسي أكبر، والبنك المركزي المصري تحديدا يمتلك الأدوات والسياسات التي يمكن أن تعيد رسم خريطة هذا القطاع. يمكن للبنك المركزي أن يطلق مبادرات تمويل بفوائد تفضيلية، ويشجع البنوك على تخصيص نسب محددة من محافظها الائتمانية لصالح المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع توفير آليات ضمان لتقليل مخاطر التمويل لكن الدعم المالي وحده لا يكفي،وهناك حاجة إلى منظومة متكاملة تربط التمويل بالدعم الفني، من خلال التدريب، والاستشارات، وتيسير الوصول إلى التكنولوجيا، وربط تلك المشروعات بسلاسل الإمداد الكبرى.
وأشارت إلى أنه يجب أن يكون جزء من هذا التوجه موجها لدمج الاقتصاد غير الرسمي، عبر حوافز واضحة وإجراءات مبسطة مثل تسهيل إجراءات التسجيل والتراخيص التى تجعل من الدخول في المنظومة الرسمية فرصة وليست عبئا حيث كثير من المشروعات غير المسجلة تمتلك قدرة على النمو لكنها تفتقر للدعم المؤسسي والإداري، ويمكن للبنك المركزي بالتعاون مع جهات الدولة أن يلعب دورا في دمج تلك الطاقات ضمن الاقتصاد الوطني.
وأوضحت أنه من جانب آخر، أن التطورات في التكنولوجيا المالية تتيح أدوات جديدة يمكن الاستفادة منها تطبيقات التمويل الرقمي، وتبني نظم تصنيف ائتماني بديلة تعتمد على البيانات غير التقليدية لتقييم الجدارة الائتمانية، تتيح فرصا للوصول إلى فئات لم تكن تستفيد من الخدمات البنكية التقليدية، وأن هذه الأدوات قادرة على خلق نظام تمويلي أكثر عدالة ومرونة بشرط أن يتم تبنيها ضمن سياسة وطنية شاملة لدعم هذا القطاع.
واستطردت قائلة: " الشركات الصغيرة والمتوسطة ليست فقط وسيلة لتقليل البطالة أو زيادة الإنتاج بل هي مفتاح حقيقي لإعادة هيكلة الاقتصاد المصري نحو اقتصاد إنتاجي مرن، وأن تدخل البنك المركزي في هذا الملف ليس خيارا، بل ضرورة لتفعيل قوة كامنة لم تستخدم بعد بكامل طاقتها " 
وتابعت: " الشراكة بين CIB وLantern Ventures تمثل بداية لنموذج يمكن تكراره، لكن التأثير الأوسع يتطلب دورا أكبر من البنك المركزي، يتجاوز الإشراف والرقابة إلى التحفيز والتخطيط والتنسيق، وأن الاقتصاد المصري لن يحقق نموا مستداما بدون تمكين حقيقي للشركات الصغيرة والمتوسطة والمطلوب هو رؤية شاملة تنطلق من فهم واقعي للتحديات، وتربط بين التمويل والإدارة والتكنولوجيا، وتشرك كل الأطراف من أجل بناء اقتصاد أكثر إنتاجا وعدالة واستقرارا".
 

 في سياق متصل قال الخبير المصرفي الدكتور عز الدين حسانين، إن مثل هذه الشراكات التي قام بها البنك التجاري الدولي هي نموذج يحتذى به وتساهم بشكل كبير في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، بجانب دور البنك المركزي الذي سيظل حاسمًا في خلق بيئة داعمة ومحفزة للنمو الشامل والمستدام لهذا القطاع الحيوي وتنسيقه مع وزارة الماليه لعمل المبادرات المختلفه التي تساهم في النمو الشامل لهذا القطاع الحيوي.
وأضاف أن  الشراكة الاستراتيجية بين البنك التجاري الدولي مصر CIB وشركة Lantern Ventures  تعد خطوة إيجابية ويمكن النظر اليها علي انها تجربة جديده داخل القطاع المصرفي، فعن جانب البنك التجاري الدولي فهو يمتلك القدرات الماليه والتمويليه والحلول المبتكره لأية طلبات تخص المستثمرين في هذا القطاع ويمتلك خبرات وكوادر وظيفيه مهنيه ومحترفه وهذه الشركه تعتبر تمويل معبري او غير مباشر لشركه Lantern Ventures، والبنك التجاري الدولي سيساهم بجانب محفظته المخصصه لهذا القطاع إلي الانتشار الأوسع من خلال هذه الشراكه داخل السوق المصري، ومن جانب آخرجوهري وهو جانب فني ستقلل هذه الشراكه من المخاطر المرتبطه بتمويلات هذا القطاع من خلال منح هذه الشركه التمويل اللازم وهي بدورها ستعيد ضخه داخل السوق.
وعن شركة Lantern Ventures فهي تمتلك الخبرة في تقييم الشركات الصغيره والمتوسطه، وتوفير الدعم الاستشاري، وستساهم في تقديم حلول تمويليه مبتكره، وستساعد هذا القطاع للغنتشار تسويقيا اكثر وستقدم الحلول الفنيه والاستشارات والتدريب. هذا التكامل بين طرفي الشراكه سيحقق تكامل تمويلي هام داخل الاقتصاد المصري، لافتا إلى أن الشركه لا تقتصر مشاركتها علي مجرد تمويلات مباشره لقطاع المشروعات الصغيره والمتوسطه بل لديها حلولًا غير مالية، لأن الشركات والصغيرة والمتوسطة لا تحتاج فقط إلى رأس مال، بل أيضًا إلى دعم في عدة مجالات مثل بناء القدرات الفنيه والتسويقيه والانتاجيه، المساعدة في الوصول إلي أسواق جديده داخليا وخارجيا، تقديم التمويل اللازم  لبرامج وتطبيقات التطوير التكنولوجي، هذا بالإضافه إلي ان دعم هذا القطاع يتماشي مع رؤية البنك المركزي والشمول المالي ورؤيه الحكومه 2030.