لماذا تعرضت البورصة الأمريكية للهبوط الأعنف منذ إبريل؟.. خبير يجيب
قال محمد رضوان رئيس قسم التعليم والتدريب بـ "أكاديمية تريدبيديا" بالإمارات، إن البورصات الأمريكية ومؤشراتها الثلاثة الرئيسية شهدت تراجعات خلال شهر نوفمبر، مؤكدًا أن هذه التراجعات كانت متوقعة منذ أكتوبر الماضي، واصفًا إياها بأنها "الأعنف" مُنذ ابريل 2025.
وكشف رضوان عن أسباب الهبوط العنيف، مرجعًا ذلك بشكل رئيسي إلى مزيج من المخاوف حول المبالغة في تقييمات الأسهم، وتباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي، وعودة المناوشات بين دونالد ترامب والصين، إضافةً إلى ضبابية المشهد السياسي الأمريكي الداخلي بعد فترة إغلاق كانت هي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع: "كل هذه الأسباب أدت إلى التقليل من شهية المخاطرة لدى المتداولين وأعلنت عن ضغوط بيع مُكثفة طيلة الفترة الأخيرة".
ومن الناحية الفنية؛ قال الخبير إن مؤشرات "داو جونز"، و"ستاندرد اند بورز"، و"ناسداك"، تحولوا إلى اتجاه هابط واضح على المدى قصير،ومتوسط الأجل، بينما لا يزال الجميع في اتجاه عام صاعد طويل الأجل، وهو ما يجعل من التراجعات فرصة للمستثمرين أكثر من المضاربين، لإجراء عمليات شرائية بهدف الاستثمار، بمجرد الانتهاء من تلك التراجعات بشكل نهائي.
وتوقع رضوان امتداد التراجعات حتى الربع الأول من عام 2026، مستبعدًا الانتهاء من موجة الهبوط قبل نهاية العام الجاري.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار رئيس قسم التعليم والتدريب بـ "أكاديمية تريدبيديا" بالإمارات، إلى أن الاجتماع القادم لـ "الفيدرالي الأمريكي" المقرر انعقاده في 10 ديسمبر القادم قد يرسم التوجه العام لمسار الفائدة خلال العام القادم، مشددًا على أن ذلك هو الأهم لدى المشاركون في السوق، مقارنةً بقرار الاجتماع نفسه.
وأكد أن الأسواق في حالة ترقب لتصريحات محافظ البنك جيروم باول، الذي من المنتظر استبداله بمجرد انتهاء ولايته قريبًا.
واختتم حديثه: "تهدئة الأوضاع السياسية وتحسن الوضع الاقتصادي الأمريكي أيضا سيكون تحت الضوء لاأه سيرسم مستقبل سوق الأسهم والأسواق المختلفة الأخرى".
بدأت أسواق الأسهم الأمريكية تداولات الأسبوع الجديد على نحو حذر، مع ارتفاع عقود المؤشرات المستقبلية بعد تعافي محدود شهدته نهاية الأسبوع الماضي. وسجلت عقود مؤشر S&P 500 ارتفاعًا بنسبة 0.5% وناسداك بنسبة 0.8% في بداية التداولات الأوروبية، وذلك رغم أن كلا المؤشرين يواجهان أول انخفاض شهري منذ عدة أشهر، ما يعكس حالة من الترقب بين المستثمرين بعد أسبوع متقلب.
وعلى صعيد الشركات، كشف التحليل المالي بعض المخاطر، رغم الأرقام القوية الظاهرية لشركة "إنفيديا"، حيث انخفض التدفق النقدي التشغيلي للشركة إلى 23.8 مليار دولار، مقارنةً بـ27.4 مليار دولار في ذروته، بينما ارتفعت المخزونات إلى نحو 20 مليار دولار في الربع الثالث.
يشير ذلك إلى تباطؤ النمو المحتمل ويشكل مؤشرًا تحذيريًا للمستثمرين، رغم استمرار الاهتمام بأسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.