اقتصاد العالم

روساتوم تفتتح أول مركز للتكنولوجيات الإضافية خارج روسيا في بيلاروسيا

ايكونومي 24


افتتحت مؤسسة روساتوم أول مركز للتكنولوجيات الإضافية في جمهورية بيلاروسيا، وذلك بالتزامن مع انطلاق فعاليات المعرض الدولي INNOPROM.Belarus. ويأتي المشروع ثمرة شراكة استراتيجية بين روساتوم والشركة البيلاروسية إتش-هولدنغ، في خطوة تعكس متانة التعاون الصناعي والتقنية بين الجانبين.
وخلال حفل الافتتاح، أكد نائب رئيس وزراء بيلاروسيا فيكتور كارنكيفيتش: بدعم مباشر من  رئيس الجمهورية، تتسع آفاق التعاون بين الحكومة وروساتوم بوتيرة متسارعة. ويُجسّد افتتاح مركز التكنولوجيات الإضافية نموذجًا بارزًا للمشروعات المبتكرة غير النووية. إن دخول المؤسسات البيلاروسية إلى عالم التصنيع الإضافي سيمنح الصناعة الوطنية زخمًا جديدًا، ويفتح الباب أمام تطوير منتجات متقدمة لتلبية احتياجات قطاعات حيوية مثل الطاقة والطب وصناعة الطيران وغيرها من الصناعات عالية التقنية.
ومن جانبه أوضح أليكسي ليخاتشوف المدير العام لروساتوم، أن المشروع يمثل نقلة نوعية في مسار الشراكة بين موسكو ومينسك، قائلًا: بعد تشغيل الوحدة الثانية من محطة الطاقة النووية البيلاروسية، وبناءً على توجيهات القيادة البيلاروسية، توسعنا في مشروعات جديدة خارج المجال النووي مستندين إلى خبراتنا المتراكمة في القطاع النووي. إن إدخال تقنيات التصنيع الإضافي يفتح آفاقًا واسعة أمام ثورة صناعية جديدة، حيث تتيح الطباعة ثلاثية الأبعاد تصنيع مكونات معقدة الشكل بسرعة وكفاءة اقتصادية وقدرة كبيرة على تقليل الهدر. وكان إنشاء مركز التكنولوجيات الإضافية على رأس خارطة الطريق للتعاون مع بيلاروسيا، وتم إنجازه قبل الجدول الزمني المقرر. والأهم أن تجهيز المركز تم بالكامل بتقنيات وطنية مستقلة، تكفل لهم الاكتفاء الذاتي والاعتماد على حلول محلية بعيدًا عن أي تكنولوجيا أجنبية. وأكثر من نصف المعدات المستخدمة من إنتاج روساتوم ذاتها. وأنا واثق أن هذا الصرح سيتحول قريبًا إلى لاعب واعد في الأسواق العالمية بمنتجاته وخدماته.


ويُعد هذا المركز أول منشأة من نوعها تقيمها روساتوم خارج حدود روسيا، مستندًا إلى خبرات واسعة وكبيرة للصناعة النووية الروسية. فمنذ عام 2020 أنشأت روساتوم ثلاثة مراكز مماثلة داخل روسيا، إلى جانب سبعة مراكز للتدريب والتعليم في عدد من الجامعات الإقليمية من بيلغورود حتى خاباروفسك. ويضم المركز الجديد في مينسك طابعات معدنية متطورة بتقنية الانصهار بالليزر الانتقائي من طراز RusMelt 300M وRusMelt 600M، إضافة إلى آلة روسية الصنع لإنتاج قوالب الرمل البوليمرية، وأجهزة مسح ثلاثية الأبعاد متقدمة تتيح الدمج بين الطباعة والنسخ العكسي للتصاميم.


وخلال المعرض، عرضت روساتوم مكونًا صناعيًا مطبوعًا بتقنية ثلاثية الأبعاد تم تصميمه خصيصًا لصالح الشركة الوطنية للطاقة Belenergo، وهو عبارة عن دافع ما قبل الدوامة لمضخة تكثيف مستخدمة في محطات التوليد الحراري، كان استيراده من الخارج أمرًا حتميًا في السابق.


وسيكون بمقدور المركز إنتاج ما يصل إلى 1.5 طن من المنتجات المعدنية سنويًا، ونحو 3 أطنان من القوالب الرملية البوليمرية، إضافة إلى 100 كيلوجرام من المنتجات البلاستيكية الهندسية. وبفضل طبيعة التصنيع الإضافي التي تتيح إنتاج دفعات صغيرة ومتوسطة من المنتجات ذات الأشكال المعقدة والتصاميم الفريدة، سيغطي المركز الطلب المتزايد على تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاعات صناعية رئيسية داخل بيلاروسيا. كما سيقوم بإنتاج طابعات معدنية صغيرة الحجم مخصصة لتلبية احتياجات القطاع الطبي والمؤسسات البحثية والجامعات.


وفي هذا السياق، صرح إيليا كافلاشفيلي، مدير قطاع التكنولوجيات الإضافية في قسم الوقود بروساتوم: بدعم الحكومة البيلاروسية، أجرى خبراؤنا مراجعة تكنولوجية شاملة في أكثر من 50 مؤسسة صناعية لتقييم فرص إدخال الطباعة ثلاثية الأبعاد. واليوم بدأ عديد من عمالقة الصناعة البيلاروسية بالفعل في تبني هذه التقنيات والتخطيط لاستخدامها في الإنتاج التسلسلي. إن مركز مينسك للتكنولوجيات الإضافية يشكل نموذجًا رائدًا سنقدمه لشركائنا الدوليين، كما سيصبح وجهة للشباب الموهوبين، حيث سيفتح أبوابه أمام الطلاب للتدريب العملي والتلاميذ للتوجيه المبكر نحو مسارات مهنية مستقبلية. وعلى مدى السنوات العشر المقبلة، سيساهم في إعداد جيل جديد من المهندسين والمديرين القادرين على استثمار مزايا التصنيع الإضافي.وسيتكامل نشاط المركز مع شركات إتش-هولدنغ في المراحل اللاحقة للإنتاج، بما يشمل المعالجة النهائية للقطع وتطبيق الطلاءات المتخصصة وفق متطلبات العملاء.