كيف تستفيد مصر من أزمة أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية بحق روسيا ؟
بعد تصاعد الأزمة الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على روسيا بعد القصف الروسي لأوكرانيا،والتي شملت عقوبات بالقطاع المالي وقطاع الطاقة والنقل وقطاع السلع ذات الاستخدام المتبادل بين روسيا والاتحاد الأوروبي وإصدار ضوابط تخص التصدير وتمويل الصادرات، كما اتجهت أيضا الولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض عقوبات بحق روسيا حيث استهدفت القطاع المالي بفرض عقوبات على بنكين وهما بيلينفست ودابرابيت الأمر الذي سوف ينعكس سلبا على أداء الاقتصاد الروسي ويدفع روسيا إلى إتخاذ بعض الإجراءات اللازمة لامتصاص تأثير هذه العقوبات على أداء مؤشرات الاقتصاد الروسي.
وعلى الجانب الآخر فإن تلك الأزمة سيكون لها تأثير على أسعار النفط عالميًا حيث اتجهت الأسعار نحو الصعود الأمر الذي سوف ينعكس إيجابايً على أداء مؤشرات الاقتصاد الروسي باعتبار روسيا من أهم وأكبرأعضاء منظمة أوبك الأمر الذي يجعل تأثير جميع العقوبات التي فرضت على روسيا محدود إلى أن تتراجع حدة الأزمة والعودة إلى المفاوضات مرة أخرى.
وفي ظل ارتفاع حدة الصراع بين روسيا وأوكرانيا ومع ارتفاع أسعار النفط الخام عالميًا تتجه الدول المستوردة للطاقة إلى البحث عن بديل للنفط بعد إنخفاض المخزون الاستراتيجي لأغلب الدول المستوردة له وهناك فرصة قوية جدا لمصر في ظل البحث عن بديل للنفط واتجاه الدول الأكثر استخدامًا للطاقة إلى الغاز الطبيعي المسال كبديل للنفط وباعتبار مصر من أهم الدول المنتجة للغاز الطبيعي المسال بعد الاكتشافات المتتالية لحقول الغاز الطبيعي الأمر الذي ينعكس إيجابًا على مؤشرات الاقتصاد القومي بارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي ودخول مصر في قائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي الأمرالذي يدفع مؤشرات الاقتصاد القومي إلى الارتفاع بقوة.
وتعتبر مصر ضمن اكبر 5 دول عربية فى إنتاج الغاز الطبيعي والـ 14 عالميا حيث حصلت مصر على حصة تصل إلى 1.5% من الإنتاج العالمي و11% من إجمالى الدول العربية، وبلغ إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال عام 2020 ما يقرب من 5.64 مليار قدم مكعب يوميًا، مقارنة مع عام 2019، والذى سجل 6.28 مليار قدم مكعب.
وأشارت «بريتيش بتروليوم» إلى إن إنتاج الدول العربية من الغاز هبط فى 2020 بنسبة 3.5%، ليسجل 55.38 مليار قدم مكعب يوميًا، مقابل 57.36 مليار قدم مكعب يوميًا فى 2019،واحتلت قطر المركز الأول فى قائمة الدول العربية المنتجة للغاز بإجمالى 16.5 مليار قدم مكعب يوميًا، بحصة 29% من الإجمالى العربي، وجاءت السعودية فى المركز الثاني فى القائمة بإنتاجها 10.8 مليار قدم مكعب يوميًا، لتحصل على حصة تقدر بـ 18.7%، وحصدت الجزائر على المركز الثالث بإنتاجها 7.9 مليار قدم مكعب يوميًا، بحصة سوقية 14.7% من إجمالى إنتاج الدول العربية.
أما المركز الرابع فجاء من نصيب مصر، بإنتاجها 5.6 مليار قدم مكعب يوميًا، لتقتنص حصة تمثل 11% من إنتاج الدول العربية، وخامسًا الإمارت بإنتاجها 5.3 مليار قدم مكعب يوميًا خلال العام الماضي، بحصة سوقية تصل إلى 9.8%، وتمكنت الدول الخمس الأكبر من الاستحواذ على حصة 83.2% من إجمالى إنتاج الدول العربية من الغاز الطبيعي خلال 2020.
وتراجع إنتاج العالم من الغاز الطبيعى العام الماضى 3.3%، ليهبط إلى 371.8 مليار قدم مكعب يوميًا، ويعود التراجع إلى سياسات الإغلاق العام التى اتبعتها دول العالم للحد من تفشى فيروس كورونا، وتطبيق التباعد الاجتماعي.
وتمكنت أكبر 10 دول منتجة للغاز فى العالم خلال 2020 من الاستحواذ على حصة تمثل 72.2% من الإنتاج العالمي، وشاركت 3 دول عربية فى قائمة الدول الأعلى إنتاجا للغاز الطبيعى العام الماضى وهي قطر، والسعودية، والجزائر، وتربعت الولايات المتحدة الأمريكية على قمة الدول الأعلى إنتاجًا للنفط خلال 2020، بإجمالى 88.2 مليار قدم مكعب يوميًا، بحصة سوقية 23.7%.
وتراجع إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية اليومي من الغاز الطبيعى مقارنة بمعدلات 2019 بنسبة 1.9%،وجاءت روسيا فى المركز الثاني بإنتاجها 61.6 مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز، بحصة تصل إلى 16.5% من الإجمالى العالمي، وهبط إنتاج روسيا اليومي من الغاز الطبيعى 6.2% مقارنة بحجم الإنتاج فى 2019،وحصلت إيران على المركز الثالث حيث بلغ إنتاج الغاز بها 24.2 مليار قدم مكعب يوميًا، بحصة 6.5% من الإجمالى العالمي وارتفع إنتاج إيران من الغاز الطبيعى خلال 2020 مقارنة بعام 2019 بنسبة تصل إلى 3.6%.
وجاءت الصين بالمركز الرابع فى قائمة الدول المنتجة للغاز بإنتاجها 18.7 مليار قدم مكعب يوميًا، بحصة 5%، وقفز إنتاج الصين من الغاز خلال العام الماضى مقارنة بعام 2019 بنسبة تصل إلى 9% رغم تحديات الوباء، بينما المركز الخامس، جاء من نصيب قطر بعد إنتاجها 16.5 مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز، بحصة تقدر بـ 4.4% من الإنتاج العالمي.
وحققت مصر فائضًا في إنتاج النفط والغاز الطبيعي، بلغ 4.2 مليون طن (أو ما يعادل 25 مليون برميل)، خلال الأشهر الـ7 الأولى من عام 2021، مع زيادة الإنتاج المحلي من النفط في المدة نفسها، ليصل إلى 47.5 مليون طن (285 مليون طن)، مقابل استهلاك بلغ 43.4 مليون طن (260.4 مليون برميل)
فبعد ارتفاع حدة الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وتصاعد العقوبات على روسيا مع ارتفاع أسعار النفط الخام عالميًا هناك فرصة قوية لمصر لتكون في صدارة الدول العربية المصدرة للغاز الطبيعي الأمر الذي سوف ينعكس بزيادة الصادرات ويدفع مؤشرات الاقتصاد القومي لتحقيق نسب نمو مرتفعة جدا
