بنوك 24

HSBC: تريليون دولار إجمالي إصدارات السندات الخضراء حتى الآن

تمويلات خضراء
تمويلات خضراء

كشف تقرير حديث لبنك HSBC، أن إجمالي إصدار السندات الخضراء التاريخية حتى الآن يبلغ نحو تريليون دولار أمريكي. وأوضح التقرير أن سوق السندات الخضراء والمستدامة أثبتت ديمومتها في عام 2020، ورغم الانخفاض خلال النصف الأول من العام، بلغ إصدار السندات الخضراء في الربع الثالث وحده 64.9 مليار دولار أمريكي، وهو أعلى حجم في أي فترة من فترات الربع الثالث منذ تأسيس السوق.

وقال التقرير الذي أصدره HSBC تحت عنوان «خمسة اتجاهات مناخية لعام 2021»، إنه لدى المستثمرين شهية متزايدة للتمويل المستدام، مشيرًا إلى أن الأسهم المناخية مثل الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والزراعة وكفاءة النقل حققت خلال 2020 مكاسب بنسبة 37 في المئة، مقابل 11 في المئة للسوق ككل.

وأضاف التقرير أنه يجري العمل على نحو مهم في قطاعات أخرى، ففي أكتوبر 2020، أعلنت المفوضية الأوروبية عن خطط لتجديد 35 مليون مبنى غير فعال للطاقة بحلول عام 2030، إذ تمثل المباني 40 في المئة من الطاقة المستهلكة و36 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة المتصلة بالطاقة في أوروبا، وهناك وعي متزايد بالحاجة إلى بناء بنية تحتية جديدة ومستدامة في الاقتصادات الآسيوية السريعة النمو.

وأوضح التقرير أن تطوير حلول استثمارية أفضل للقطاعات التي تحرز تقدمًا في خفض الانبعاثات، ولكنها لا تستطيع بعد التأهل للحصول على التمويل الأخضر الخالص، وستكون هذه خطوة مهمة في عملية الانتقال بالنسبة للقطاعات التي تنبعث منها كميات كبيرة من الانبعاثات مثل إنتاج الصلب والطيران، ومع وضع منتجات الانتقال الجديدة في المقدمة، ينبغي على المؤسسات المالية وعملائها العمل معًا بشكل وثيق لإيجاد الحلول المناسبة لكل رحلة انتقال عميل، وعمل بنك HSBC مع مشاركين آخرين في السوق لتطوير مبادئ جديدة للسندات الخضراء والاجتماعية التي ستساعد في توجيه نمو السوق.

كما لفت التقرير إلى أن المفوضية الأوروبية تعتزم جمع 30 في المئة من صندوقها للتعافي، بقيمة 225 مليار يورو عن طريق السندات الخضراء، ما يجعل الاتحاد الأوروبي أكبر مصدر لهذه الأدوات، مضيفًا أنه في عام 2021، يمكننا أن نتوقع أن يستمر سوق التمويل المستدام ككل في النمو بقوة، ما يوفر عوائد قوية للمستثمرين، ومسارات للتحول المنخفض الكربون للشركات.

وقال HSBC إن هناك دورًا متزايدًا للحلول القائمة على الطبيعة، مؤكدًا أهمية حماية الأنظمة البيئية عبر إصدار "سندات زرقاء" وابتكار منتجات مالية بالتعاون مع البنك الدولي، لافتًا إلى تجربة جزيرة سيشيل في عام 2018 التي أصبحت أول بلد في العالم يصدر سندات "زرقاء"، تخصص عائداتها لحفظ البيئة البحرية.

وفي عام 2019، كان بنك HSBC المدير الرئيسي الوحيد على السندات الزرقاء للبنك الدولي، التي تبلغ قيمتها 200 مليون يورو، إذ ساعد البنك في حماية الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، إضافة لإنشاء سلسلة من صناديق رأس المال الطبيعية، التي ستساعد في الحفاظ على النظم الإيكولوجية في جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن مثل هذه المشاريع تفتح سوقًا جديدة مثيرة لتمويل المناخ، وقد يؤدي التركيز بشكل أكبر على الأثر البيئي للقطاع الخاص إلى زيادة الدعوات إلى سوق واسعة الانتشار وعاملة لتعويض الكربون.

وأوضح HSBC أنه يتعين على مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، الذي سيعقد في نوفمبر من العام الحالي، أن يصدر خارطة طريق قابلة للتطبيق لمعالجة هذه المشاكل، مشيرًا إلى أنه في ظل استمرار الاهتمام بالانتعاش والتعافي من الآثار السلبية لجائحة كورونا، فإن هناك عوامل تحفيزية لمعالجة تغير المناخ وإعادة بناء الاقتصاد العالمي على أساس أكثر مرونة وازدهارًا.