اقتصاد العالم

السوق الأميركية تشهد تباينًا بين الأسهم والسندات مع تزايد القلق بشأن التضخم

أرشيفية
أرشيفية

تراجعت الأسهم الأميركية في الأسبوع الماضي، بعد أن اخترق مؤشر “إس أند بي 500” حاجز 4500 نقطة، وسط تزايد القلق بشأن التضخم والنمو الاقتصادي. وفي المقابل، ارتفعت السندات الأميركية، مع تراجع الدولار والنفط.

وتأثرت الأسهم أيضًا بتقارير عن تحقيق جنائي أميركي ضد شركة “أبلايد ماتريالز” بتهمة انتهاك العقوبات على الصين،وفي حين أن الأسهم عالية الجودة توفرت حماية للمستثمرين، فإن تقييماتها باتت مرتفعة جدًا مقارنة بالسوق بشكل عام.

تحديات اقتصادية.. وضعف فني

تحولت الأسهم بسرعة إلى مستويات "ذروة الشراء" من مستويات "ذروة البيع"، مما حفز التكهنات بمرورها بهدنة من الارتفاع المتواصل. وأشار "بنك أوف أميركا"، نقلًا عن بيانات من "EPFR" لقياس تدفقات الأموال وبيانات توزيع الأصول، إلى أن صناديق الأسهم العالمية اجتذبت 23.5 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر، وهي ثاني أكبر تدفقات هذا العام.

بعد "ارتفاع المخاطرة القوي"، يجب على المستثمرين التخلص من تلك الأصول في ظل تزايد التحديات الاقتصادية الكلية والفنية المعاكسة، وفق مايكل هارتنت، كبير استراتيجيي الاستثمار في "بنك أوف أميركا".

سجل الدولار أضعف أداء أسبوعي له منذ أربعة أشهر وسط رهانات على أن العملة بلغت ذروتها بالفعل، كما فاقمت البيانات الاقتصادية -التي جاءت أضعف من المتوقع- الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة. فيما استقرت عوائد السندات الأميركية لأجل 10 أعوام، وارتفع النفط، لكنه سجل انخفاضه الأسبوعي الرابع على التوالي بسبب ضغوط العرض.

صعود سريع للسندات

وبعد أن جاءت بيانات التضخم أضعف من التوقعات، ارتفع مؤشر بلومبرغ للسندات الأميركية 1.2% خلال الأسبوع حتى الخميس لتصل مكاسبه هذا العام إلى 0.4%. وسجل المؤشر، الذي يتتبع 25 تريليون دولار من ديون الحكومات والشركات ذات الدرجة الاستثمارية، خسارة قياسية بلغت 13% في 2022، وانخفض 1.5% في العام السابق. وتجدر الإشارة إلى أن المؤشر لم يتراجع قط ثلاث سنوات متتالية.

قالت سونال ديساي، من "فرانكلين تمبلتون"، إن ارتفاع سوق السندات هذا الأسبوع كان أقوى من اللازم، وبسرعة كبيرة، وأوضحت لتلفزيون بلومبرج: "توقعات السوق لا تستوعب الهبوط المثالي.. فلا تزال هناك مخاطر على التضخم، ولا توجد بيانات كافية لدعم خفض أسعار الفائدة المرتقب العام المقبل".

السوق تستبق الاحتياطي الفيدرالي
وراقب المتداولون عن كثب أحدث تصريحات مسؤولي البنك المركزي، إذ أكد نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي للرقابة مايكل بار أن المسؤولين على الأرجح في نهاية حملة التشديد النقدي أو بالقرب منها. ومع ذلك، قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إن صناع السياسات النقدية ليسوا متأكدين من أن التضخم سيصل إلى هدفهم البالغ 2%.

قال ديفيد دونابيديان، كبير مسؤولي الاستثمار في "سي آي بي سي برايفت ويلث" (CIBC Private Wealth) بالولايات المتحدة: "في حين أنه من غير المرجح أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، فإن المستثمرين يستبقون الأحداث بسرعة كبيرة في تبني خفض أسعار الفائدة.. سيبدأ البنك المركزي، في وقت ما من 2024، خفض أسعار الفائدة، لكننا علينا الانتظار".

بعد صعوده الأخير، تماسك مؤشر "إس أند بي 500" في نطاق ضيق، ومن المرجح أن يتذبذب في نطاق أقل على المدى القصير- دون كسر الدعم الأولي عند 4350-4400 نقطة، بحسب دان وانتروبسكي من "جاني مونتغومري سكوت" (Janney Montgomery Scott).

تقييمات مرتفعة

في غضون ذلك، باتت تقييمات الأسهم عالية الجودة -تلك التي تتمتع بربحية عالية ورافعة مالية منخفضة- أعلى تكلفة بكثير مقارنة بكل من السوق بشكل عام ونظيراتها منخفضة الجودة، حسبما وجد تحليل أجرته "بلومبرج إنتليجنس".

بلغت التقييمات المرتفعة هذه المستويات من الفوارق في فترتين: خلال 2020، وعامي 2008-2009، وكلاهما شهدا اضطرابات، إذ دفعت هذه الفترات المستثمرين إلى البحث عن الملاذ الآمن في الاستثمارات عالية الجودة، مما أدى إلى ارتفاع التقييمات.

وقالت سوليتا مارسيلي، كبيرة مسؤولي الاستثمار بالأميركتين في "يو بي إس جلوبال ويلث مانجمنت": "تفوقت الأسهم عالية الجودة تاريخيًا في المراحل المتأخرة من دورة الأعمال، بما في ذلك فترات الانكماش الاقتصادي، إذ توفر حماية للمحافظ حال تباطأ الاقتصاد أكثر مما نتوقع".

مع اقتراب موسم الأرباح من نهايته، كذلك ركود أرباح مؤشر "إس أند بي 500". ارتفعت الأرباح 4% على أساس سنوي مع إعلان أكثر من 90% من شركات المؤشر عن نتائج أعمالها للربع الثالث، مما يعني أنه من المحتمل انتهاء سلسلة من هبوط الأرباح لمدة ثلاثة أرباع، حسبما تظهر البيانات التي جمعها بلومبرغ إنتليجنس.

ويترقب المتداولون نتائج أعمال بعض شركات تجارة التجزئة والتكنولوجيا الأسبوع المقبل.

من المقرر أن تعلن شركات "بست باي" (Best Buy)، و"نورد ستورم" و"لوس" (Lowe’s) عن انخفاض المبيعات. في حين لا يزال من الممكن لنتائج "إنفيديا" الفصلية أن تتجاوز توقعات المستثمرين المرتفعة بفضل الطلب القوي على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

أداء أبرز المؤشرات:
   ارتفع مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 0.1% حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت نيويورك.
   استقر مؤشر "ناسداك 100" دون تغيير.
   لم يطرأ تغير يُذكر على مؤشر "داو جونز الصناعي".
   ارتفع مؤشر مورغان ستانلي المجمع للأسهم العالمية 0.3%.
   انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.4%.
   صعد الين الياباني 0.7% إلى 149.69 أمام الدولار.
   "بتكوين" ربحت 1.5% إلى 36،503.45 دولار.