سياحة وسفر

سعيد العتيق: السياحة بدأت في التعافي بشكل كبير مع تولي الرئيس السيسي إدارة البلاد

الخبير السياحي د.
الخبير السياحي د. سعيد العتيق

 وزارة السياحة لعبت دورًا كبيرًا في إدارة الأزمات التي تعرض لها القطاع

 المصريين لديهم القدرة على الإدارة إذا ما توافرت الإمكانيات والتدريب المناسب 

 أوجه الشكر للرئيس السيسي لرؤيته المستقبلية واهتمامه الكبير بالقطاع السياحي

العالم  تأثر بشكل كبير بالأزمة الروسية الأوكرانية في كثير من القطاعات  وليس السياحة فقط 

القطاع السياحي تلقى ضربة قاصمة مع انتشار جائحة كورونا

 

توقع الخبير السياحي د. سعيد العتيق أداءً جيدًا لقطاع السياحة المصري خلال النصف الثاني من العام الجاري بالرغم من التحديات والاضطرابات الاقتصادية الصعبة على الصعيد العالمي بسبب الصراع الروسي الأوكراني وما خلفته من أثار اقتصادية وضغوط تضخمية عالمية  

وأشار إلى زيادة الطلب على القطاع السياحي من الأسواق الناطقة باللغة الألمانية والتي تغذي وتعتبر من أهم الاسواق السياحية لمصر لافتا إلى أن القطاع السياحي حافظ على أدائه التصاعدي الناجح منذ الربع الرابع من عام 2021 واستفادت أغلب شركات السياحة من علاقاتها القوية مع شركات السياحة الأوروبية الرائدة.

وأشار د. العتيق المتخصص في إدارة المنشآت السياحية الكبرى والحاصل على الدكتوراه من جامعة باريس للأعمال في إدارة الأزمات التي تواجه القطاع السياحي إلى أن أن الدولة ممثلة في وزارة السياحة كان لها دورًا كبيرًا في إدارة الأزمات التي تعرض لها قطاع السياحة في مصر بالإضافة إلى غرفة السياحة موضحا أن إدارة الأزمات والاستثمار في الموارد البشرية أكثر الاستراتيجيات فعالية؛ للتغلب على العواقب الوخيمة للأزمات التي قد تواجه قطاع السياحة.

  في البداية هل ارتبط مجال عملك بدراستك ؟

التحقت بـكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان عام 1995، وتخرجت منها بقسم إدارة الفنادق عام 1999، وخلال تلك الفترة، درست جميع علوم السياحة والفنادق من الرابطة الأمريكية لعلوم الفنادق، ومنها، إدارة الإرادات، وخدمة الغرف، والأغذية والمشروبات، والمبيعات والتسويق، والمحاسبة الفندقية.

هل التحاقك بالكلية مثل لك الالتزام بتحصيل المواد الجامعية فقط ؟

على الإطلاق، فمنذ التحاقي بالكلية خضت غمار مجال العمل مبكرا، فالتحقت بعدد من الفنادق الشهيرة بالقاهرة، ثم قررت الالتحاق بعدد من الفنادق العاملة بمنطقة شرم الشيخ والبحر الأحمر، وذلك خلال فترة الإجازة الصيفية، وهو ما ساعدني بشكل كبير على تحصيل الكثير من الخبرات العملية قبل التخرج.

هل توقفت عند دراستك الجامعية كحال الكثيرمن بعض الزملاء ؟

بالعكس تماما، حاولت طوال السنوات الأخيرة على الحصول على الكثير من الشهادات العلمية والتحصيل المعرفي في كبرى الجامعات والكليات المتخصصة في مجال إدارة الفنادق أو المجالات المرتبطة به ومنها، الماجستير في عدد من التخصصات في مجال إدارة الضيافة وإدارة الخدمات الغذائية وعدد من الدبلومات من جامعة كورنيل الأمريكية، كما حصلت على البرنامج التعليمي التنفيذي إدارة الشركات من جامعة لوزان السويسرية، وكان آخرها الحصول عام 2021 على الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة باريس، كما حرصت على حضور المؤتمرات العلمية والدورات التدريبية في مختلف المجالات المتصلة بمهنتي وإدارة الأعمال، هذا بجانب قدرتي الكبيرة على التعامل مع العديد من البرامج الخاصة بالسياحة والأفواج السياحية.

  هل ساعدتك تلك الدراسات والتحصيل المعرفي أم أن الجانب العملي أهم؟

 الجانب النظري أو التحصيل المعرفي والجانب العملي، كل منهما يكمل الآخر، ويساعدان في النهاية على وضع الخطط، وضع حلول للمشكلات اليومية التي تواجهنا في مجال الإدارة الفندقية، وهو مجال يحتاج للكثير من العلم والإدارة لأنك تتعامل مع عدد كبير من السائحين، بجانب العناصر الإدارية والفنية التي تساعدك. 

 هذا يقودني إلى سؤال هام، هل الإدارة الفندقية للفنادق والمنتجعات السياحية سهلة كما يظن البعض؟

على الإطلاق أنت تتعامل مع مباني ضخمة وعدد غرف كبير، وآلاف السائحين، من مختلف الجنسيات وبالطبع تقاليد مختلفة وطبائع أكثر اختلافا، وتحاول بشكل كبير أن ترضي كل تلك الجنسيات من الكثير من الدول، بجانب الكوادر البشرية التي تعمل معك في المنشأة أنت مسئول بشكل مباشر وكبير عن إدارة منزل لكنه منزل كبير، فالمسؤولية تكون كبيرة وثقيلة، خاصة وأنك تنافس في سوق كبير وهام وهو السوق المصري، وأحاول أن مع انتهاء الرحلة للفوج السياحي، أن يغادر مصر وهو في حالة رضا كبير فأنت قبل كل شيء تكون بمثابة سفير لبلدك في تلك المنشآت أو الفنادق.

طوال أكثر من ٢٠ عاما في مجال إدارة الفنادق والمجالات المرتبطة بها.. هل هناك فرق بين الإدارة المصرية والأجنبية؟

عملت في أكثر من ١٥ فندقا عالميا ومصريا وكبرى الأسماء اللامعة في هذا المجال، وتدرجت طوال ٢٠ عاما في السلم الوظيفي وشغلت خلال تلك الأعوام العديد من الوظائف التي ساهمت في أكون مديرا ناجحا وفي تخطي الكثير من التحديات والصعاب التي واجهتني، وعملت مع كثير من المديرين المصريين والأجانب، والحق أن المصريين لديهم القدرة الكبيرة على الإدارة إذا ما توافرت الإمكانيات والتدريب المناسب، وإتاحة الفرصة لهم مع بعض الدعم المعنوي، وسيحقق نجاحات كبيرة، والدليل أن عددا كبيرا من الفنادق العالمية في مصر وخارجها تستعين بمصريين لديهم خبرة كبيرة في مجال إدارة الفنادق.

كيف ترى الأزمات والتحديات التي واجهت السياحة خلال الـ 10 سنوات الماضية؟

القطاع السياحي تأثر بشكل كبير، خلال السنوات الأخيرة بالكثير من الأحداث، وهو ما أثر على الاقتصاد بشكل كبير، وبدأت السياحة تتعافى بشكل كبير مع تولي الرئيس السيسي للسلطة، لكن جاءت أزمة جائحة كورونا والتي فرضت إغلاقا على جميع الدول وحظرا على حركة السفر، لكن خلال تلك الفترة كانت مصر تستعد للعودة.

كيف تم ذلك من وجهة نظرك؟

خلال الجائحة تلقى القطاع السياحي ضربة قاصمة، ومع بدء الزوال التدريجي للأزمة، كانت الرؤية المصرية واضحة ومدروسة من خلال تشجيع السياحة الداخلية وهو ما مثل مساندة قوية للقطاع بجانب السائحين العرب، ومع عودة السياحة لشكلها الطبيعي كان النور قد بدأ يظهر من خلال المدن السياحية الكاملة كالعلمين الجديدة والجلالة.

ويجب هنا أن نشكر الرئيس السيسي، لرؤيته المستقبلية ونظره لهذا المجال الحيوي والهام، لأنه اهتم بالسياحة  بقطاعاتها المختلفة فنحن نتحدث الآن عن سياحة المؤتمرات، والسياحة الدينية وأهمها مشروع مسار العائلة المقدسة في جميع المدن والقرى التي توقفت بها السيدة مريم والسيد المسيح، وهو ما سيمثل انتعاشا لتلك الأماكن مع انتهاء المشروع وبدء توافد السياح، بجانب مشروع التجلي الأعظم بجوار جبل الطور، دعني أخبرك مصر ستكون مقصدا سياحيا في جميع أنواع السياحة.

القطاع السياحي يعتمد بشكل كبير على السائحين الروس والأوكران.. هل أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على القطاع؟

لا أخفيك سرا أن العالم بأثره، تأثر بشكل كبير بالأزمة الروسية الأوكرانية في كثير من القطاعات، وليس قطاع السياحة فقط، ومصر تعتمد بشكل كبير على السائحين الروس والأوكران، لكن في المقابل تتزايد أعداد السائحين من عدد من الدول الأوروبية بشكل كبير والدليل عدد الرحلات التي تصل يوميا إلى مطار مرسى علم والغردقة وشرم الشيخ، فالعالم بأثره عيونه كانت مسلطة تجاه مصر مع انطلاق موكب المومياوات وافتتاح طريق الكباش، كما أن أعداد السائحين تتزايد من عدد من الدول ومنها المجر سلوفاكيا والنمسا خاصة مع زيارات الرئيس السيسي اظلخيرة لتلك الدول.

مع بدء الأزمة الروسية الأوكرانية كانت أعداد السائحين الروس والأوكران كبيرة للغاية، وقدمت لهم الفنادق إقامة مجانية لحين تسيير رحلات جوية لبلدان أوروبية وعودتهم مرة أخرى.. ما تعليقك؟

ليس بجديد على مصر أن تنتهج هذا الموقف في مثل تلك الحالات، وجميع الفنادق استقبلت السائحين لحين تسيير رحلات وعودتهم لبعض الدول خاصة السائحين الأوكران، والقيادة السياسية وجهت بضرورة ضيافتهم على أكمل وجه وهو ماتم بالفعل، وفي المقابل كان الشكر من الكثير من المسئولين الأوكران والروس على تصرف مصر معهم.

 وزارة التخطيط أصدرت تقريرا يفيد بان نسبة النمو خلال العام الجاري ستصل لـ 29 %، بنحو 120 مليار جنيه.. هل تتوقع أن يتحقق ذلك؟

 كما أشرت سابقا الدولة وضعت خطط حقيقة للمجال السياحي وساعدته خلال الأزمات الأخيرة، كما أن هذا القطاع متشابك بشكل كبير مع الكثير من القطاعات الأخرى، وهو ما يوفر ملايين من فرص العمل بشكل مباشر وغير مباشر، ومصدر دخل لهم ولأسرهم.

سؤالي الأخير المرتبط بمجال عملك وهو إدارة الفنادق.. هل ستعود مصر من جديد للريادة؟

مصر تمتلك مقومات كثيرة لا تتوافر للكثيرين ومع وضوح الرؤية ووجود دعم من الدولة، ومشاريع تنموية حقيقية تخدم هذا القطاع وكذلك فتح أسواق جديدة  من الجنسيات المختلفة، سيعود هذا القطاع بقوة كبيرة، فمصر تمثل للعالم قبلة سياحية في مجالات شتى تاريخية دينية علاجية ترفيهية مؤتمرات وغيرها.

 

الأكثر مشاهدة