Fintech 24

كيف تُعيد خدمات «التوصيل عند الطلب» و«الميل الأخير» تشكيل مستقبل التجارة الإلكترونية؟

خدمات التوصيل عند
خدمات التوصيل عند الطلب

«نحن لا ننافس أبدا على الأسعار بل على إبتكار خدمات فائقة تنال إنبهار ورضا المستهلكين ».. هكذا اختصر الملياردير الصينى جاك ما مؤسس «على بابا»، آلية عمل وأهداف التجارة الإلكترونية التى تشهد نموا كبيرًا ومستمرًا بعد جائحة كورونا، خاصة فى مجالى «التوصيل عند الطلب» و«الميل الأخير»

لم يقتصر تأثير «التجارة الإلكترونية» على إحداث تحول في قطاع البيع بالتجزئة، إنما امتد ذلك ليشمل«خدمات التوصيل عند الطلب» والاهتمام بالميل الأخير، حيث لقت رواجًا كبيرًا لما لها من أهمية في إنجاز المهام، وظهورها كحلٍّ مثاليّ للعديد من المشاكل التي ظهرت بعد تنامي هذا السوق

شهدت هذه الخدمات توسيع نطاق عملياتها على نحو لم يشهد له العالم مثيلًا من قبل، وباتت اتجاهًا مستقبليًا، أدى انتشارها إلى خلق سوق تنافسي إنعكس على الكثيرمن الصناعات والخدمات

ستزداد أهمية ذلك مستقبليًا بشكل أكبر وأوسع، فمع السنوات القادمة سيصبح التسوق الإلكتروني أمرا لا غنى عنه،و سيقبل الجميع على التعامل معه وستتراجع عمليات الشراء من المتاجر بشكل مباشر، نتيجة لذلك سيزداد الطلب على مقدمي خدمات توصيل الطلبات 

حلول «الميل الأخير»

مع وصول «التجارة الإلكترونية» وظهور الأسواق عبر الإنترنت، توسعت عملية سلسلة التوريد والتوصيل لتشمل التسليم في المرحلة الأخيرة.

يُعرف تسليم «الميل الأخير»على أنّه حركة البضائع من المستودعات أو مراكز الإيفاء إلى وجهة التسليم النهائية، وهو الخطوة الأخيرة في عملية الشحن التي تنتهي بوصول الحزمة إلى يد العميل،

يعتبرذلك عنصرًا حاسمًا في أعمال مبيعات التجارة الإلكترونية نظرًا لأن توقيت وجودة التسليم يؤثران بشكل مباشرعلى سلوك العملاء، إذا أعجب العميل بالتسليم في الوقت المناسب، فمن المرجح أن يتعامل العميل مع الأعمال التجارية مرة أخرى.

بحلول عام 2027، من المتوقع أن ينمو سوق تسليم الميل الأخير العالمي إلى أكثر من 200 مليار دولار أمريكي من 108.1 مليار دولار أمريكي في عام 2020، يقود نمو سوق توصيل الميل الأخير إلى زيادة عدد الطلبات عبر الإنترنت بحسب "statista"

لطالما كان «الميل الأخير» مكونًا حاسمًا في عملية سلسلة التوريد، وقد ازدادت أهميتها بسرعة مع إدخال التكنولوجيا في قطاع البيع، لكن العمليات اللوجستية المُتعلّقة بتسليم الميل الأخير تُحمل الكثير من التعقيدات 

وفقًا لتقرير التسليم الصادرعن موقع بزنس إنسايدر إنتلجينس-Business Insider Intelligence، تشكل تكاليف التوصيل في «الميل الأخير»53٪ من إجمالي تكلفة الشحن.

سوقًا مزدهرة

أشارت التقارير إلى أن حجم «التجارة الإلكترونية» في مصر في عام ٢٠٢١ بلغ نحو ٤.٩ مليار دولار، حيث جاءت مصر في المرتبة الثانية على مستوى دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط

فى هذا السياق قال كريم جمال مدير «مرسول» مصر " أن سوق التجارة الالكترونية وتطبيقات التوصيل واعدًا وأنها تشهد نموا يوما بعد الاخر"

وأضاف مدير «مرسول» مصر، أن الشركة بدأت هذا العام في تطبيق خطة توسعية داخل مصر من خلال ضخ استثمارات جديدة، سيتم استغلالها في عدة محاور أبرزها زيادة فريق العمل، والتركيز على زيادة حجم الشركاء، بجانب إضافة مميزات جديدة للتطبيق والتوسع داخل مدن مصرية جديدة لخدمة ١،٧ مليون مستخدم مصري 

ونما السوق المصري بمعدل8% العام الماضي، ليبلغ حجم سوق توصيل الطعام بالكامل 2.5 مليار دولار

زيادة معدل الثقه 

قال سامرغرايبة، مؤسس شركة «مايلرز المصرية» للتجارة الالكترونية والخدمات اللوجيستية "أن سوق «التجارة الإلكترونية » فى مصر، شهد نموًا بنسبة 20 الى25% خلال الفترة الماضية،حيث أصبح نموذج خدمات التوصيل والدعم اللوجيستي مطلوبًا بشدّةٍ، ويعد حاجةً ملحة للكثيرمن الأعمال التجارية، وباتت هذه الخدمات عامل رئيسي فى نمو هذه التجارة" 

وأضاف غرايبة "هناك تراجع قليلا في معدل الثقه بالنسبة لخدمات التوصيل عند الطلب في مصر والشرق الأوسط مقارنه بالدول المتقدمة ولكنه في نمومستمر كل عام بمعدل 3%، ومع إرتفاع حجم السوق وبالنظر لما تمثله التجارة الالكترونية من إجمالي حجم تجارة التجزئة والتي تصل لـ 5 .3% ينبأ ذلك بزيادة الطلب على هذه الخدمات مستقبلًا"

"دفع النمو السريع في الطلب على متاجرالبقالة والمطاعم والعدد المتزايد من اللاعبين العاملين في السوق وما يقدموه من عروض الى زيادة الثقه وتبني حلول هذه التطبيقات

ومع التقدم التكنولوجي الذي أدى إلى تحسين تجربة العملاء، أصبح الناس أكثر ثقة واعتمادًا على التسوق عبر الإنترنت، وشراء كل شيء بنقرات بسيطة وسريعة على هواتفهم الذكية، مما أحدث ثورة في مجال التوصيل 

فرص استثماريه واعدة

شهد العالم العربي فتره نشطًه فيما يتعلق ببيئة ريادة الأعمال، فعلى الرغم مما تثيره جائحة كورونا حتى الآن من تبعات على كافة الأصعدة، إلا أن شركات العالم العربي الناشئة تمكنت من حصد استثمارات كبيرة، تعكس مكانة رواد الأعمال الشباب من المبدعين.

حصدت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 323.7 مليون دولار أمريكي في 66 صفقة في يونيو 2022، في زيادة نسبتها 57% من حيث حجم الصفقات مقارنةً بالشهر الماضي بحسب "ومضه"

51 شركة ناشئة للتسليم في «الميل الأخير» في شمال إفريقيا ومنطقة المشرق العربي، من بين هذه الشركات28 في مصر، السوق الذي يضم أكبرعدد من الشركات الناشئة التي تقدم خدمات التوصيل إلى «الميل الأخير» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وتتمثل هذه الشركات على النحو التالى:-

"مرسول" لخدمات التوصيل عند الطلب نجحت سابقا في إغلاق جولة تمويلية من الفئة A بقيادة رائد فنتشرز وصندوق STV الاستثماري، وبمشاركة المستثمر السعودي مازن الجبير، حتى أصبحت "مرسول" حاليًّا من أكبر الشركات المتخصصة في تقديم خدمات التوصيل التشاركي عند الطلب وتستهدف التوسع في العديد من الاسواق منها مصر

"مايليرز" الشركة الناشئة في مجال التجارة الالكترونية والخدمات اللوجستية تلقت تمويلا قيمته 9.6 مليون دولار في صورة حقوق ملكية من شركة الاستثمار المباشر المصرية لوراكس كابيتال بارتنرز، وشارك في الجولة التمويلية أيضا عملاق المدفوعات الإلكترونية فوري، والتي ستدعم أيضا خدمات الدفع التي تقدمها ماي ليرز لعملائها.

"المنيوز"، التي تقدم خدماتها من خلال منصة لاكتشاف الطعام عبر الإنترنت، حصدت تمويل بقيمة  ١٠ ملايين دولار في جولة التمويل ما قبل الثالثة، وذلك بقيادة فوري، Luxor capital، وذلك في يوليو الماضي.

 “Appetito” شركة المتاجر المظلمة المصرية الناشئة المتخصصة في توصيل البقالة، أعلنت عن جمعها مليوني دولار أمريكي في جولة استثمارية (Pre-Series A) بقيادة Jedar Capital ومشاركة Golden Palm Investments و DFS Lab

تأتي هذه الجولة الاستثمارية كثاني جولة تغلقها الشركة هذا العام، بعد جولتها السابقة (Seed) في شهر أبريل الماضي، بقيمة وصلت نحو 450 ألف دولار أمريكي

"جودزمارت" لخدمات البقالة عبر الإنترنت حصلت على تمويل إضافي بقيمة 3.6 مليون دولار في جولة تمويلية بقيادة صواري فينتشرز، وستستخدم الشركة التمويل للتوسع في السوق المحلية وحصلت الشركة في وقت سابق على تمويل من ألجبرا فينتشرز، إذ جمعت 750 ألف دولار في عام 2017، بالإضافة إلى تمويل لاحق في 2019.

"بوسطة" المتخصصة في مجال تسليم التجارة الإلكترونية، في مايو الماضي، أغلقت جولة تمويلية أولى بقيمة ٦،٧ مليون دولار بقيادة صندوق رأس المال الاستثماري العالمي Silicon Badia، فضلًا عن عدد من المستثمرين المحليين والإقليميين.

"كوينز" لطلب الطعام والذي يتيح إمكانية تحويل الفواتير إلى نقاط تستبدل بهدايا، جمع 4.8 مليون دولار ضمن جولة تمويل 

"جووو دليفري" المتخصصة في الحلول التقنية لخدمات توصيل الطلبات في مصر أغلقت جولة تمويلية من الفئة Pre-seed، لم يتم الكشف عن المبلغ الذي تم جمعه وذلك خلال سعيها للحصول على استثمارات بقيمة 5 ملايين دولار لتوسيع نشاطها في مصر.

"يلا فى السكة" المصرية، والتي تعمل في مجال توصيل السلع والمنتجات بين الأفراد وبين الأفراد والمؤسسات،  نجحت في حصد ٧ مليون دولار في جولتها التمويلية الأولى.

"بريدفاست" شركة توصيل البقالة الناشئة جمعت 26 مليون دولار في جولة تمويل أولية بقيادة فوستوك نيو فينتشرز، وإنديور كابيتال، يصل إجمالي استثمارات بريدفاست حتى الآن إلى نحو 33 مليون دولار.

 "رابت" Rabbit، لتوصيل الطلبات نجحت في جمع 11 مليون دولار في أولى جولاتها التمويلية، لمرحلة ما قبل التأسيس، والتي تعد الأكبر في تاريخ الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، والتي تمثل أول مراحل دخول المستثمرين

"The Food Lab" المصرية، المتخصصة في تكنولوجيا المطابخ السحابية في  نجحت فى جمع  ٤،٥ مليون دولار

"نقلة" المصرية، المتخصصة في حلول النقل وسلاسل التوريد حصلت على تمويل قدره ١٠،٥ مليون دولار

صعود مصطلح «التجاره السريعة» « Q-commerce »

لا يخفى على أحد تطور التجارة الإلكترونية في السنوات الأخيرة وإهتمام المستثمرين في دعمها كونها واحدة من أهم القطاعات، لكن هذا القطاع بدأ يأخذ منحنى جديد في السنوات الأخيرة الماضية مع تطوره ليواكب السرعة الكبيرة في التطور العالمي ويكون أكثر سرعة من النظام التقليدي؛ وهو ما أطلق عليه مصطلح التجارة الإلكترونية السريعة أو سريعة التوصيل (Q-Commerce).

تعني التجارة السريعة توصيل المنتجات خلال وقت قصير لا يتجاوز ساعات أو بضع  دقائق، وهو تطور لافت مقارنة مع نظام التجارة الإلكترونية الذي عرفناه لسنوات، كان لظهور نموذج التجارة سريعة التوصيل تأثيرًا واضحًا على إعادة التفكير في شكل مستقبل التجارة الإلكترونية وتبني هذا النوع.

يستحوذ قطاع «التجارة السريعة» على 7% من قيمة سوق التجارة الإلكترونية بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والبالغة 30 مليار دولار أمريكي، ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة بشكل ملحوظ على مدار السنوات المقبلة ليستحوذ على نسبة أكبر من قطاع «التجارة الإلكترونية»، وفقًا لمؤسسة RedSeer Management Consulting

مستقبل واعد لخدمات توصيل الطعام

شهد سوق توصيل الطعام عبر الإنترنت نموًا كبيرًا في العامين الماضيين فقد زادت مبيعات المطاعم بعد دخولها تحت مظلة التطبيقات من 20% الى معدلات تجاوزت 100 %

مع دخول التطبيقات لقطاع المطاعم، وزيادة عدد العملاء الذي يرغبون باستخدام تلك التطبيقات مع التسهيلات والعروض التي قدمتها فتحت قنوات جديدة للمطاعم ليتم زيادة المبيعات من خلالها

تنمو صناعة توصيل الطعام العالمية بنسبة 10% سنويا، ومن المتوقع أن يصل حجم هذا السوق إلى 365 مليار دولار بحلول عام 2030، في حين أن تجاوزت عوائد القطاع في المنطقة 9 مليارات دولار في مارس الماضي، بارتفاع بنحو 75% مقارنةً بمارس 2020.

يتراوح حجم قطاع التوصيل عند الطلب فى مصر بين ١.٢ إلى ١.٥ مليون طلب يوميا من المتاجرالتقليدية والمنصات الإلكترونية، وتستحوذ أوردرات الطعام على ٦٠٪ منها، وفى الوقت الذى لا تقوم شركات التوصيل إلا بتغطية ما بين ٢٥ إلى ٣٠٪ من السوق المحلية فقط، وبالتالى ما زال هناك فرصة قوية للنمو"

وكانت «طلبات» قد توقعت أن ينموسوق توصيل الطعام عبر الانترنت في مصر بـ 77% ليتجاوز الـ 130 مليون دولار عام 2024.

نظرة نحوالمستقبل

وفي خضم هذا المشهد، ما سيميز شركات «التوصيل عند الطلب» ، سعيها للتحسين والتقييم المستمر لنموذج أعمالها، فضلًاعن بدء وإعتماد مفاهيم جديدة تحافظ على شيء واحد مهم وهو مرونة المنظومة.

إن النقاش حول سرعة التسليم لم يعد ذا صلة، وبدلًا من ذلك، تركز العلامات التجارية على القدرة على التنبؤ وتوفير الحلول وإمكانية تقديمها في غضون فترة زمنية وبسعر مخصص يتناسب مع احتياجات العملاء

«الذكاء الاصطناعى»

يعمل الذكاء الاصطناعي على تغييرالطريقة التي تتوسع بها صناعة «التوصيل عند الطلب» تقنيًا مع وجود إمكانات كبيرة لتحويل طرق العمل عبر الصناعات المختلفة، فلاعجب أن تبذل المنظمات في جميع أنحاء العالم جهودًا واستثمارات لغرس الذكاء الاصطناعي في عمليات عملها، يقع قطاع التسليم عند الطلب في مقدمة اهتمام هذا القطاع، والذي على الرغم من تأخره، أدرك أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحدث تأثيرًا دائمًا على أعمالهم، يتم الحديث عن الذكاء الاصطناعي كأداة تحويل قوية بشكل كبير 

يمكن أن تساعد حلول الذكاء الاصطناعي المخصصة قطاع التسليم عند الطلب ليس فقط في توفير الوقت وتكاليف العمالة ولكن أيضًا في جعل عملياتها أكثر سهولة وشفافية وكفاءة. 

«المتاجر المظلمة» 

هي عبارة عن متاجر تنتشر حول المدن لمساندة المبيعات الإلكترونية، كنقاط للتوزيع أولإستلام الطلبات، بحيث تسرع عمليات النقل ووصول الطلبات للعملاء من خلال هذه المتاجرعلى مستوى المدينة بدل من المستودع الرئيسي

وأوضحت الاحصاءات أن فكرة المتاجر المظلمة أثبتت سرعة  في عمليات التسليم بمقدار 1.25 مرة وتقليل تكلفة التوصيل، وخفض تكاليف التشغيل بنسبة تصل إلى 35%، وزيادة الكفاءة التشغيلية بنسبة تصل إلى 40%، وتحسن ملحوظ في معدلات رضا المستهلك

«المطابخ السحابية»

مع تزايد المنافسة الشرسة، وفي ظل ابتكارات تكنولوجية متعددة، تصارع المطاعم لإيجاد متنفسّس لها يبقيها على قيد الحياة في قطاع صناعة المواد الغذائية، وهذا بالضبط ما يقدّمه "Cloud Kitchen" أو «المطبخ السحابي»

«المطبخ السحابي» أوالافتراضي هو مطعم للتوصيل فقط من دون مساحة فعلية لتناول الطعام أو منضدة للوجبات الجاهزة ،ومن أهم المميزات التي تتمتع بها المطابخ السحابية هي خفض التكلفة وزيادة كفاءة التسليم

من المتوقع أن يصل حجم سوق «المطابخ السحابية» العالمي إلى 139 مليار دولار بحلول عام 2028 مسجلا معدل نمو سنوي مركب قدره 12.4% خلال الفترة 2021- 2028

الروبوتات والطائرات بدون طيار والمركبات ذاتية القيادة

أحدث إضافة إلى حملة ابتكار تسليم «الميل الأخير» هي استخدام الروبوتات والطائرات بدون طيار للتسليم، تعمل شركات التجارة الإلكترونية بنشاط نحو تجربة عمليات التسليم الآلية، استثمرت أمازون أكثر من 500 مليون دولار أمريكي في Aurora، مطور تكنولوجيا مستقل، إستخدمت "Alphabet"، الشركة الأم لشركة Google، طائرات بدون طيار لتوصيل قطع الغيار للسفن بعيدًا عن الشاطئ، على الرغم من عدم وضوح الرؤية حول إعتماد هذه الحلول فى مصر والشرق الاوسط، إلا أنه مع تسارع وتيرة الأعمال وإعتماد حلول التكنولوجيا يمكن أن ينبأنا ذلك، بما سيحدث مستقبلا

أشار Jeff Bezos ان أتمتة التسليم، باستخدام الطائرات بدون طيار والروبوتات، تمثل فرصة أكبر لخفض التكلفة لشركة "Amazon"، مع وفورات تقدر بنسبة 80٪ في التكلفة قادمة إلى الشحن الميل الأخير، أو الشحن بين مركز التخزين النهائي ومنزل العميل بحسب Parcelhub""

سوبر آب

السوق بدأ بالتوجه إلى سوبر آب، تطبيق يقدم جميع الخدمات والمنتجات تحت سقف وتجربة عميل موحدة، 

حيث بإمكان السوبرآب من تقديم قيمة للعميل عن طريق تخفيض أسعار الخدمات بشكل كبير ويقوم بتعويض التكاليف عبر الخدمات الأخرى.

تحديات

تواجه صناعة خدمات التوصيل عند الطلب مجموعة من التحديات التى يمكن أن تقلل من كفاءتها يأتى في مقدمتها:-

- العناوين الغامضة والغيرمسجله للمنازل المستخدمة في دول الشرق الأوسط التى تعيق بشكل كبيرمن سهولة عملية التوصيل مع إرتفاع التكلفة

- سعت شركات التجارة الإلكترونية إلى تبني نماذج أعمال منتشرة مثل التجارة السريعة، وذلك نتيجة لزيادة نشاط العملاء، لكن على عكس الدول الغربية، فإن البنية التحتية للتجارة الإلكترونية فى مصر لم تكن جاهزة لإستيعاب الطلب المهول على التجارة السريعة

مفهوم الدفع نقدًاعند الاستلام الذي مازال يسيطرعلى قطاع كبير من المستهلكين، بالرغم من كونه غير فعال ومحفوف بالمخاطر الأمنية ، لكن يستعد المستهلكون في العديد من دول الشرق الأوسط لإستخدام وسائل الدفع الإلكترونية،ومع تسارع الإقبال على المدفوعات غيرالنقدية خلال جائحة كوفيد-19، شهد إجمالي الإنفاق عبر البطاقات خلال الربع الأول من عام 2022 نموًا كبيرا كما ارتفع إجمالي عدد البطاقات المستخدمة لسداد المدفوعات عبرالإنترنت بنسبة 32٪

- ومن التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة اليوم هو الانكماش الاقتصادي الأوسع، حيث يستمرالتضخم بلا هوادة، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الطعام والإيجاروالنقل واضطرابات سلسلة التوريد وتزايد قلق المستثمرين 

- بات السوق مزدحم ويميل للتشبع، على الرغم من أن دخول كل هذه الشركات الجديدة أدى إلى رفع مستوى الأداء 

- تشكل تجارب العملاء عاملًا حاسمًا في تقييم الشركة، والتي ترتبط بشكل وثيق بتصوراتهم عن الخدمة وجودتها، يتطلع المستهلكون للحصول على معلومات واضحة عن حالة الطلب ومسار وموعد التوصيل، فقد وجدت دراسة مسحية عالمية لشركة PwC أن واحدًا من بين كل ثلاثة عملاء قد يتخلى عن ولائه للعلامة التجارية التي أحبها بعد مروره بتجربة سيئة واحدة فقط

- تدني مستوى الأجور لدى بعض الشركات وغياب عقود أو تأمين صحي وشبكات الأمان الإجتماعي

- معدلات العمولات المرتفعة لتوصيل الطلبات والطعام والتى تصل لنسبة من 25% الى 30% من قيمة الفاتورة وعدم وجود آلية تسعير واضحة

- الاعتماد الكلى لبعض المطاعم على التطبيقات، قلص من كفاءة أعمالها التسويقية وعلاقتها مع العملاء لإعتقاد تلك المطاعم أن التطبيقات تديرالعلاقة مع العملاء بشكل ممتاز،مع تزايد الطلب اكتشفت المطاعم أن التطبيقات لم تكن جاهزة، ولم تتمكن من مساعدة المطاعم في الحفاظ على أرقام المبيعات، كما وأن التطبيقات بدأت بتوصيل منتجات أخرى غير الأكل، مما أثرعلى قدرتها الاستعابية للطلبات

- التعقيدات التى ينطوي عليها تسليم الميل الأخيريحتمل أن تتصاعد الأمور إلى مشكلات كبيرة مع عمليات التسليم غير الصحيحة، وجداول التسليم الفائتة، وزيادة تكاليف الوقود

توقعات

  • ستحل « Q-commerce » محل النماذج التقليدية كقاعدة مدفوعة بطلب العملاء وتوقعاتهم

 

  • ستأتي شركة واحدة في المقدمة، نحومزيدا من الاندماج

سيكون التوحيد والترشيد بين مقدمى التوصيل أمرًا أساسيًا لتحسين الخدمة، دفعت Just Eat Takeaway" "  7.3مليار دولارمقابل Grubhub، اشترت DoorDash تطبيق توصيل الطعام Caviar، وتمكنت Uber من الاستحواذعلى Postmates، استحوذت Gopuff على Fancy و Dija ، تحولت"اطلب" إلى "طلبات" بعد أن اشترتها شركة الطلبات الألمانية هيرو، والتي استحوذت أيضا على المنصة الإماراتية لشراء البقالة عبر الإنترنت إنستاشوب 

  • سيحافظ قطاع خدمات التوصيل على معدلات النمو المرتفعة مدفوعًا بتزايد النزعة الاستهلاكية وضخ المزيد من الاستثمارات

 

  • من المتوقع أن تزداد شراسة المنافسة خلال العام القادم، نتيجة زيادة عدد الشركات في السوق وسعيها لإستقطاب متعاملين جدد، وتوسيع حصتها بالسوق عبر تخفيض عمولة التوصيل، وتقليص الزمن، وزيادة عدد مستخدميها

 

  • تحول في الأولويات مثل دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، واعتماد ممارسات مستدامة جديدة، والاستثمار في الحلول المبتكرة أكثر تكاملًا من أي وقت مضى

أُطرتنظيميه

نمت صناعة توصيل الطلبات بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ولكنها لاتزال قطاع جديد وفى طورالتشكل يحتاج ذلك إلى مزيدًا من التنظيم ومراجعة التشريعات والقوانين اللازمة لتنظيم العلاقة بين عناصر تلك المنظومة، وضمان تشغيل القطاع بما يتناسب مع متطلبات السوق

سواء كان ذلك يتعلق بالتراخيص من الجهات المختصة للحد من منافسة الشركات غير المرخصة، اوالحفاظ على حقوق الكوادرالبشرية وضمان تدريبهم لزيادة الكفاءة العملية لهم وربطهم بسوق العمل

في الختام، أصبح نموذج خدمات التوصيل مطلوبًا بشدّةٍ، ويعد حاجةً ماسة بالنسبة للكثيرمن الأعمال التجارية التي لا تمتلك البنى التحتية اللازمة لتقديم خدمات توصيل لضمان نجاحها، لقد غيرت هذه الخدمات الطريقة التي تتم بها ممارسة الأعمال في جميع أنحاء العالم، وجلبت فرصًا وأعطت المؤسسات طرقًا جديدة لإعادة التفكير بشكل أساسي فيما تقوم به